الجمعة، 8 مايو 2020

الفكر ‏الشارد

الطموح بلا نهاية شئ جيد أم مرض؟
غالبا ما نجلس ونتخيل حياتنا المستقبلية بألوانها وجمالها وتفاصيلها،ثم نصدم بالواقع وكم تحدياته التى لا تنتهى،بالأمس القريب ثورات وتغييرات سياسية وحروب على السلطة والنفط والموانئ،وحروب تكنولوجية ومن يسيطر على العالم خلال العشر سنوات القادمة ،واخيرا كوفيد ١٩ او فيروس كورونا الذى غير تماما التصور وطريقة التفكير بل وغير نمط الحياة وأولوياتها،بل وسرعة التداعيات وحالة التغيير الحالى يطير معها همم وأحلام وطموحات ،لا اتكلم عن الاحلام الكبيرة بل حتى الأحلام البسيطة لأى شاب عايز يبدأ حياته بشكل طبيعى مثل ما عاشها اخوه الكبير او والده او احد اقاربه.
ويزداد الألم مع اتساع الأفق بكثرة الانفتاح الموجود والعالم كله بين يديك في شاشة صغيرة فأنتا تتابع احداث العالم وليس أحداث قريتك أو محافظتك أو دولتك فحسب.
كل الغزو الداخلى هذا يرهق العقل بل يحتاج الى قوة ايجابية صعبه حتى توقف كم الاخبار السلبية المخترقة لحواسنا.
مع التفاصيل السالف ذكرها نسينا سؤال هذا المقال هل الطموح بلا نهاية شئ جيد أم مرض؟
الحقيقه انا تعمدت ذكر التفاصيل لان هذا هو ما يحدث لنا ،تكون أحلامنا جميلة وحينما ندخل الى التفاصيل ننسى الهدف الأصلى ،وهذه هى الفجوة الحقيقية بين الكلام والفعل.
ما معنى الطموح بلا نهاية؟
يقول عمر بن عبد العزيز إنّ لي نفسا تواقة, وما حققت شيئًا إلا تاقت لما هو أعلى منه؛ تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها. ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها، وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها، والآن تاقت نفسي إلى الجنة.
هذه الحالة التى دائما ما ادعو نفسى لاستحضارها وهى حالة اليقظة الدائمة ،التطوير والتحسين الدائم،الغنى والغنى الأكثر،الثروة والثروات الأكبر،المشروعات والمشروعات الأكبر.
هذه الحالة (ماحققت شيئا الا تاقت نفسي لما هو أعلى منه)
هل هذه الحالة مرض أم شئ جيد؟
الضغط النفسى لكثرة الأفكار أكيد مرض وايضا انعدام التفكير في المستقبل يدمر اولادنا وثقتنا في نفسنا.
مرض العصر الان هو الاوفر ثينكينج؟

ذكر موقع "Phsyology today" أن الأوفر ثينكينج هو مرض كثرة التفكير فى كل شئ، فعلى الرغم من أن أى شخص يفكر في الأشياء من حين إلى آخر، إلا أن بعض الأشخاص لا يتوقف عقلهم عن التفكير ولا يهدأ من الأفكار المستمرة، وتتضمن أفكارهم ما بين القلق من المستقبل و الندم والألم على ما حدث فى الماضى، وكل هذه الأفكار تعيقهم عن فعل أى شئ مفيد فى المستقبل، ومن أمثلة هذه الأفكار على الندم على ما حدث فى الماضى ما يلى: تحدثي أمس في موضوع ما لم يكن صحيحا أو يا ليتني ظللت في عملي القديم كنت سأكون أكثر سعادة.

وتتضمن الأفكار أيضاً القلق على المستقبل والتفكير فى الأشياء السلبية التى غالبًا ما تكون كارثية حول المستقبل، ومنها: فكثير من هؤلاء المرضي يحدثون أنفسهم أنهم سيصابون بالحرج عند التحدث أمام الناس، أو أن زوجة المريض سوف تجد شخصاً أفضل منه في أي وقت.وذكر موقع "the health site" أن التفكير المفرط في الأشياء ليس مجرد إزعاج لعقلك؛ بل يمكن أن يكون له تأثير خطير على صحتك وقد يودى بحياتك دون أن تدرى، حيث أن القلق المستمر لن يؤثر فقط على صحتك النفسية ولكن صحتك الجسدية أيضاً، فمع كثرة التفكير يتعرض جسمك بشكل زائد لهرمونات التوتر مثل: الكورتيزول، وهو ما يؤثر على صحتك على المدى الطويل .

يعنى الطموح مرض فبالتالى الحمد لله على الواقع وانتهينا؟
الحقيقة ان المرض هو الاستسلام للواقع والاستسلام للتفكير المفرط، 🙄،يعنى ايه؟
يعنى انك تقارن نفسك بنفسك ولا تقارن نفسك بالاخرين ،لأن المعطيات مختلفة.يعنى الخليفة عمر بن عبد العزيز لم يقارن نفسه بغيره ولكن اهدافه وطموحه كانت طبقا للمعطيات التى يملكها ،يعنى عمر بن عبد العزيز لم يستطع أن يكون رجل اعمال لان معطياته لم تسمح له بذلك لكنه طمح أن يكون اميرا لأن والده كان اميرا وعائلته امراء وحكام واليك شجرة العائلة والمزيد في سيرته ابحث عنها واقرأها.
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/عمر_بن_عبد_العزيز
ملخص المقال لا تفرط في التفكير ولا تقارن نفسك بغيرك ولكن قارن نفسك بنفسك ،هل تتقدم وتنجح ام لا ،هل يزيد دخلك عن العام السابق ام لا،هل مشروعك ينجح وينمو ام لا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق